الإمام الخامنئی: أحداث غزة ستنتهی بانتصار الحق على الباطل طباعة
08/01/2009

اعتبر سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی فی لقائه صباح یوم الخمیس 08/01/2009م بالآلاف من أهالی مدینة قم أن المجازر التی ترتکب بحق الأطفال و النساء و الأهالی المظلومین فی غزة من قبل الصهاینة فاجعة نادرة مؤکداً: الهدف الحقیقی و النهائی لإسرائیل و أمریکا من هذه الجرائم المفجعة هو القضاء على أساس المقاومة و الهیمنة على منطقة الشرق الأوسط بالغة الأهمیة، و لکن بفضل من الله و فی ظل العزیمة الراسخة و الدفاع المستمیت للجنود الفلسطینیین و صحوة الشعوب و تواجدها فی الساحة ستؤدی هذه الأحداث فی الختام أکیداً إلى انتصار الحق على الباطل.
و عزى سماحته بمناسبة أیام استشهاد سید الشهداء الإمام الحسین بن علی (ع) و صحبه الأوفیاء و اعتبر ضرورة صحوة الأمة الإسلامیة على مرّ التاریخ الدرس الکبیر لملحمة عاشوراء الخالدة منوّهاً: الانحراف العمیق الذی حصل بعد نحو 50 سنة فقط من رحیل النبی الأکرم(ص) بتولی یزید الفاسق الفاجر لزمام الأمور بقی خافیاً عن أعین الناس و الخواص فی ذلک العهد، لکن الإمام الحسین(ع) بنهضته العظیمة الداعیة إلى الیقظة و التحرک و تقدیمه الوصفة العلمیة اللازمة علّم الإنسانیة أن وعی المؤامرات الخفیة و فهمها و إبداء ردود الفعل المناسبة و الشجاعة و الفدائیة مقابلها و فی الوقت المناسب، و دفع الثمن اللازم لإحباط تلک المؤامرات هو الواجب التاریخی الجسیم الملقى على عاتق الشعوب الواعیة الیقظة، و هذا هو درسنا و الأمة الإسلامیة الیوم من عاشوراء.
و أشار الإمام الخامنئی إلى الأبعاد الخفیة لمؤامرة الصهاینة فی الفاجعة التی یرتکبونها بغزة مضیفاً: الهدف الأصلی و الواقعی لأجهزة الاستکبار من جرائم إسرائیل فی غزة هو القضاء التام على عنصر المقاومة فی المنطقة و السیطرة على الشرق الأوسط الزاخر بالثروات و المصالح المتنوعة، و على الشعوب و الحکومات إدراک هذا الهدف الخفی و إبداء ردود الفعل المناسبة حیاله.
و ألمح سماحته إلى هدف الشیطان الأکبر أمریکا و إسرائیل الغاصبة فی حرب الثلاثة و ثلاثین یوماً فی لبنان ألا و هو إیجاد شرق أوسط مستسلم و مطیع مذکراً: لم یتحقق ذلک الحلم الأسود و وجّه الشباب اللبنانی المؤمنون بشجاعتهم و یقظتهم و تضحیاتهم صفعة قویة لأمریکا و إسرائیل و کل حماتهم و أتباعهم.
و أشار آیة الله العظمى الخامنئی إلى اعتراف الغربیین بأن الجمهوریة الإسلامیة هی نموذج المقاومة فی المنطقة و مرکزها مردفاً: کما یعترفون هم فقد تحولت إیران الإسلامیة فی أعین شعوب المنطقة و ببرکة یقظة الشعب الإیرانی و وعیه إلى هیکل عظیم هائل باعث على الأمل یمثّل المقاومة و الانتصار، و من أجل أن یحطّم طلّاب السلطة و الهیمنة حالة المقاومة الراهنة راحوا یستهدفون باعتداءاتهم حکومة حماس المظلومة الشعبیة المنتخبة.
و حذر قائد الثورة الإسلامیة من مغبّة عدم اهتمام بعض حکومات المنطقة للأحداث الجاریة فی غزة مؤکداً: إذا نجح أعداء الإسلام فی هذه المرحلة فلن یترکوا الشرق الأوسط لحاله بالتأکید، و على البلدان الإسلامیة المحیطة بتلک المنطقة و التی تحجم عن مساعدة فلسطین أن تعی التبعات الخطیرة لخطئها الذی ترتکبه الیوم.
و اعتبر الإمام الخامنئی صحوة الشعوب و تواجدها فی الساحة عاملاً مهماً لتعزیز مقاومة الفلسطینیین، و ثمّن عزیمة و یقظة الشعب الإیرانی الکبیر الواعی فی دعم أهالی غزة مضیفاً: فی شأن قضیة غزة أشکر على الخصوص الشباب المؤمن المتحمس الذی طالب بالتوجه إلى غزة عبر تواجده فی المطارات و الأماکن الأخرى، و لکن ینبغی التنبه إلى أن أیدینا قصیرة فی هذا المجال.
و أکّد سماحته على أن شباب الیوم متحمسون و واقفون فی الخط الأول للإسلام و الثورة و الإمام الحسین(ع) شأنهم شأن شباب الجیل الأول للثورة مضیفاً: على کل حال لیعلم الجمیع أن الجمهوریة الإسلامیة و کما لم تتوان لحد الآن عن تقدیم أیة مساعدة لشعب فلسطین المظلوم، فإنها ستفعل بعد الآن أیضاً کل ما یلزم فی هذا المجال.
و أوضح الإمام الخامنئی أن جهود بعض الحکومات الإسلامیة لدعم أهالی غزة جیدة لکنها غیر کافیة منوهاً: ینبغی عبر مواصلة الضغوط السیاسیة و الشعبیة فرض التراجع على العدو.
و أکد سماحته على أن فاجعة غزة تفضح أدعیاء الدفاع عن حقوق الإنسان مذکّراً: أطفال و نساء غزة المظلومون العزّل یتساقطون کل یوم على الأرض کأوراق الخریف، و لا یرتفع أی صوت من منظمة الأمم المتحدة و سائر المنظمات التی تدعی الدفاع عن حقوق الإنسان و الحکومات الغربیة بما فی ذلک الحکومات الأوربیة، و هذا الواقع المرّ یدل على کذب و نفاق و خداع المنظمات و الدول التی تدعی الدفاع عن حقوق الإنسان.
و أعرب آیة الله العظمى السید علی الخامنئی عن أسفه الشدید لتهجّم بعض المثقفین و الصحافة و الأجهزة الخبریة فی العالم الإسلامی على الحکومة القانونیة فی فلسطین و تبریر جرائم الصهاینة مضیفاً: سیساءل هؤلاء بالتأکید أمام الله عن تماشیهم مع الجناة، لکن المواکبة الحاسمة بین الشعب و الحکومة فی إیران الإسلامیة أدت لحسن الحظ إلى دعم مظلومی فلسطین بشکل مثیر للإعجاب.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامیة أن انتصار الحق على الباطل هو النتیجة النهائیة للأحداث الجاریة فی غزة مؤکداً: حتى لو قضى العدو لا سمح الله على جنود حماس و مجاهدی فلسطین الذین یقاومون بعزیمة و إرادة راسخة واحداً واحداً، فإن قضیة فلسطین لن تدفن بهذه الفاجعة، و لا شک أن فلسطین ستنتصب بقامتها أمام العدو أقوى بکثیر من السابق اعتماداً على تجاربها، و ستنتصر علیه فی نهایة المطاف.
وأکد سماحته على ضرورة التواجد الحاسم للجماهیر الإیرانیة الواعیة المتبصّرة فی ساحة الدفاع عن المظلوم مردفاً: صمود هذا الشعب الکبیر على مواقفه فی مقارعة الظلم تستدعی رضا الله و ارتیاح الإمام و الشهداء، و ستحتفل کافة الشعوب المسلمة بالنصر فی المستقبل غیر البعید إن شاء الله فی ظل دعم الشعوب و مواصلة الجهاد.
و کان قائد الثورة الإسلامیة أوضح فی مستهل هذا اللقاء بأن انتفاضة أهالی مدینة قم فی 19 دی 1356 مؤشر على الوعی السلیم للأبعاد الخفیة لمؤامرة النظام البهلوی من إهانة الإمام الخمینی(رض) مضیفاً: الیقظة، و الوعی، و المبادرة الشجاعة و فی الوقت المناسب هی الدروس الکبرى لعاشوراء الحسین و التی تجلت فی انتفاضة أهالی قم، و الثورة الإسلامیة الکبرى، و صمود الإمام و الشعوب حیال الهجوم الشامل لصدام و الجبهة الاستکباریة العالمیة طوال ثمانیة أعوام من الحرب المفروضة، وأثبتت أن الشعب الإیرانی المقتدر العزیز على استعداد لدفع أی ثمن یقضتضیه تحقیق الأهداف الإسلامیة و الثوریة، و فی هذا دلیل على اتباع الشعب المؤمن فی هذا البلد لأبی عبد الله الحسین(ع).
فی بدایة هذا اللقاء ألقیت مراثٍ فی عزاء سید الشهداء الحسین(ع) و صحبه الأوفیاء.



  • کلمات کلیدی :
  • نوشته شده در جمعه 87/10/27ساعت 4:39 عصر توسط نسیم سحرگاهی
    نظرات دیگران()

    لیست کل یادداشت های این وبلاگ
    نتیجه مذاکرات
    یا زینب کبری سلام الله علیها
    اوضاع این روزهای ما
    فرق ما با شما اینست:
    دلایل جالب حمید داوودآبادی برای رای دادن به دکتر سعید جلیلی
    ویژه نامه نشریه اصولگرا با عنوان \چرا جلیلی؟\ منتشر شد + دانلود
    [عناوین آرشیوشده]